بسم الله الرحمن الرحيم
من نوادر الشعراء :-
* كان رجل يدعي الشعر ويستبرده قومه، فقال لهم : إنما تستبردوني من طريق الحسد . فقالوا : بيننا وبينك / بشار العقيلي . فارتفعوا إليه، فقال له : أنشدني !! فأنشده، فلما فرغ، قال له / بشار : إني لأظنك من أهل بيت النبوة . قال له : وما ذلك ؟ قال : لأن الله تعالى يقول : { وما علمناه الشعر وما ينبغي له } فضحك القوم، وخرجوا عنه .
* قعد إلى / بشار رجل، فاستثقله، فضرط عليه ضرطة، فظن الرجل أنها أفلتت منه ثم ضرط أخرى، فقال الرجل أفلتّ، ثم ضرط ثالثة، فقال الرجل : يا أبا معاذ، ما هذا ؟ قال / بشار : اسكت، أرأيت أم سمعت ؟ قال الرجل : بل سمعت صوتا قبيحا فقال / بشار : لا تصدق حتى ترى !!
* مر / بشار بن برد بقوم يحملون جنازة وهو يسرعون المشي بها، فقال : مالهم مسرعين، أتراهم سرقوه فهم يخافون أن يُلحقوا به فيُؤخذ منهم ؟!
* جاء / إبراهيم بن سيابة إلى / بشار، فقال له : ما رأيت أعمى إلا وقد عُوّض عن بصره، إما الحفظ والذكاء، وإما حُسن الصوت، فأي شيء عُوضت أنت ؟ فقال / بشار : ألا أرى ثقيلا مثلك !!
* عن / محمد بن الحجاج قال : جاءنا / بشار يوما مغتما، فقلنا له : ما لك مغتما ؟ فقال : مات حماري، فرأيته في النوم، فقلت له : لم مت ؟ ألم أكن أحسن إليك ؟! فقال :-
سيدي خُذْ بي أتانا = عند بيت الأصبهاني
تيَّمتني بِبَنانٍ = وبِدَلٍّ قد شجاني
تيمتني يوم رحنا = بثناياها الحسان
وبغنجٍ ودلالٍ = سَلَّ جسمي وبراني
ولها خذ أسيل = مثل خد الشنفران
فلذا متُّ ولو عشـ = ـت إذاً طال هواني
( أتان : أنثى الحمار؛ الثنايا : أسنان مقدم الفم؛ أسيل : أملس ومستو )
فقلت له : ما الشيفران ؟ فقال / بشار : وما يدريني ؟ هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله .
* قدم / علي بن جهم على / المتوكل – وكان بدويا جافا – فأنشده قصيدة قال فيها :-
أنت كالكلب في حِفاظك للودِّ = وكالتيس في قِراع الخُطوب
أنت كالدلّو لا عدمناك دلواً = من كِبار الدِّلا كثيرَ الذَّنوب
( الذنوب : الماء الذي في الدلو ) فعرف / المتوكل قوته، ورقة مقصده، وخشونة لفظه، وأنه ما رأى سوى ما شبه به لعدم المخالطة وملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة، فيها بستان حسن، يتخلله نسيم لطيف يغذي الأرواح، والجسر قريب منه، فيخرج إلى محلات بغداد، فيرى حركة الناس، ومظاهر مدنيتهم، ويرجع إلى بيته . فأقام ستة أشهر على ذلك، والأدباء والفضلاء يتعاهدون مُجالسته ومحاضرته . ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده، فحضر وأنشد :-
عيون المها بين الرُّصافة والجسر = جلبْنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري
فقال / المتوكل : لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة !!
* قال / هشام بن القاسم العنزي : جمعني و / الفرزدق مجلسا، فتجاهلت عليه، فقلت له : من أنت ؟ قال : أما تعرفني ؟ قلت : لا . قال : فأنا / أبو فراس . قلت : ومن / أبو فراس ؟ قال : أنا / الفرزذق . قلت : ومن / الفرزدق ؟ قال : أوما تعرف / الفرزدق ؟ قلت : أعرف / الفرزدق أنه شيء يتخذه الناس عندنا يتسمنّ به ( طعام يستخدمه الناس لطلب السمنة ) فضحك / الفرزدق، ثم قال : الحمد لله الذي جعلني في بطون نسائكم .
* ركب / الفرزدق بغلته، فمر بنسوة، فلما حاذاهن، لم تتمالك البغلة ضرطا، فضحكن منه، فالتفت إليهن وقال : لا تضحكن، فما حملتني أنثى إلا ضرطت !! فقالت له إحداهن : ما حملتك أنثى أكثر من أمك، فأراها قاست منك ضراطا كثير !! فحرك بغلته، وهرب منهن .
* مر / الفرزدق بمؤدب، وكان ينشد عليه صبي قول / الشاعر :-
وجلا السيوف عن الطلول كأنها = زبْرٌ تجدّ متونها أقلامها
فنزل وسجد . فقال المعلم : ما هذا ؟ فقال / الفرزدق : هذه سجدة الأشعار نعرفها كما تعرفون سجد القرآن .
* عن / الأصمعي أن / الفرزدق قال : ما أعياني جواب أحد ما أعياني جواب دهقان !! مرة قال لي : أنت / الفرزدق الشاعر ؟ قلت : نعم . قال : أفأموت إن هجوتني ؟ قلت : لا . قال : أفتموت عيشونة ابنتي ؟ قلت : لا . قال : فرجلي إلى عنقي في ( ... ) أمك . قال : قلت : ويلك، لم تركت رأسك ؟ قال : حتى أنظر أي شيء تصنع !!
* قال رجل لــ / العرجي : جئت أخطب مودتك !! فقال : بل خذها زنا، فإنها أحلى وألذ !!
* واعد / العرجي عشيقة له في شعب من شعاب عرج الطائف، فجاءت على أتان ومعها جارية لها، وجاء / العرجي على حمار ومعه غلام له . فواقع المرأة، وواقع الغلام الجارية، ووثب الحمار على الأتان، فقال / العرجي : هذا يوم غاب عنه عذاله !!
* مر / جرير بــ / الأحوص وهو ينشد :-
يَقِرّ بعيني ما يقر بعينها = وأحسن شيء ما به العين قَرَّتِ
فقال له / جرير : فإنه يقر بعينها أن تجلس على ( ... )، أفتراه يقر بعينك، وتفعل ذلك ؟
* قال رجل لشاعر : إنك تغتاب المحصنات . فقال : إذا لا بأس على عيالك مني !!
* قال / أبو نواس ( الحسن بن هانئ ) : استقبلتني امرأة فأسفرت عن وجهها فكانت على غاية الحسن والجمال، فسألتني : ما اسمكَ ؟ قلت : وجهُك . فقالت : أنت الحسن إذن !!
* مر / عثمان بن حفص الثقفي بــ / أبي نواس، وقد خرج من مرض، وهو مصفر الوجه – وكان / عثمان أقبح الناس وجها – فقال له / عثمان : مالي أراك مصفرا ؟ فقال / أبو نواس : رأيتك فذكرت ذنوبي . قال : وما ذِكر ذنوبي عند رؤيتي ؟ فقال / أبو نواس : خفت أن يعاقبني الله فيمسخني قردا مثلك .
* رُئِي / أبو نواس وهو يصلي في جماعة، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : أردت أن يرتفع إلى السماء خبرٌ طريف .
* أراد / أبو نواس أن يكتب إلى إخوان له دعاهم، فلم يجد قرطاسا يكتب فيه، فكتب في رأس غلام له أصلع ما أراد، ثم قال فيه : فإذا قرأتم كتابي هذا فأحرقوا القرطاس !! فضحكوا منه وتركوا للغلام جلدة رأسه .
ملحوظة : ( هذا الموضوع يصلح أن يصنف تحت قائمة الشعر أيضا لكنه رجاني أن ألحقه بالطرائف والنوادر لأنه واثق من رسم ابتسامات على بعض الشفاه ..!! )