مدخل عام
التمييز بين المرحلة الإعدادية والثانوية والمرحلة الجامعية
من أهم المميزات بين هذه المراحل:
أن المرحلة الإعدادية والثانوية يكون الأستاذ فيها محور العملية التعليمية، أي أن التلميذ ينتظر من الأستاذ أن يعطيه كل شيء، ويكون مستهلكا فقط، على عكس المرحلة الجامعية التي يكون فيها الطالب هو الجزء الأهم في العملية التعليمية، ويبقى دور الأستاذ فيها توجيهيا ومنهجيا فقط.
أيضا: المرحلة الجامعية هي مرحلة ترتيب الأفكار والمعلومات التي تم أخذها في المراحل السابقة.
كما أنها تمكن الطالب من غربلة الأفكار ليتميز صحيحها عن فاسدها.
والمنهجية الجامعية تمكن الطالب من تقييم الأفكار في كل المجالات الثقافية والعلمية وغيرها، بحيث تقدمها للناس بشكل أبين، ومقتضى البيان أن تقدم للناس أفكارا مفيدة، وهنا نفتح قوسا عن البيان في القرآن الكريم، والذي يتجلى في تحدي القرآن الكريم للعالمين، وهدا هو محل إعجازه خاصة في نظمه حيث يستطيع القارئ أن يستوعبه مهما كان مستواه الفكري.
وهذا ما يجعلنا في بياننا نعتمد على بعض المفردات الخاصة به كالإيضاح والتواصل والإفادة والإفهام وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المنهجية الجامعية تجعل الطالب يستثمر ويوظف رصيده المعرفي المكتسب مع تقويمه لتمييز نافعه من ضاره، كما تمكن من تقويم كل أمور الحياة من ثقافة وإعلام وغيرها، هذا الأخير الذي أصبح له دور كبير في المجال الثقافي والفني الساقط، حيث لا يقدم من الفن إلا الساقط والفاحش، ولا يراعى أصحابه الخصوصيات الأخلاقية للشعب المغربي، وخاصة الإعلام العربي أو الفن المغربي على وجه الخصوص.
وهكذا يتضح أن الجامعة تختلف عن الثانوية في كل شيء، في الإلقاء، في المقررات، وفي دور الأستاذ ودور الطالب، مما يجعلنا نجزم أن خاصية الجامعة تكمن الإفادة المنهجية والتعامل مع جميع المواد.