عدم التشهير بالنصيحة
أحمد محمد العليمي
عدم التشهير بالنصائح:
إن النفوس جُبلت على عدم حب التشهير، وانتشار المعايب، ولذا تدافع عن ذاتها، فوجب أن تكون النصيحة بالسر ما أمكن، لأنها دلالة على الصدق، بل هي أكثر تأثيراً على نفس المنصوح من النصيحة المعلنة الظاهرة.
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تُعط طاعـة
وقال أيضاً: من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظ أخاه علانية فقد فضحه وشانه.
يقول أبو حاتم البستي -رحمه الله-: " كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره، أمره في ستر فيؤجر في ستره, ويؤجر في نهيه، أما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه وهتك ستره"
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: "المؤمن يستر والفاجر يهتك ويعير"
ومن علامات النصح أنه يقترن به الستر، ومن علامات التعيير أنه يقترن به الإعلان.
"وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه، ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور، فإن هذا من علامات النصح، فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها"
وقال بعض السلف: "من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه"
وكان السلف يأبى أحدهم أن يبين له عيوبه في الملأ، حدّث سفيان قال: " قلت لمسعر تحب أن يخبرك رجل بعيوبك؟ قال: أن يجيء إنسان فيوبخني بها فلا، وأما أن يجيء ناصحاً فنعم"
لقراءة الدرس كاملا :