منتدى الدراسات الإسلامية
السلام عليكم
مرحبا بك في منتدى الدراسات الإسلامية
يتعين عليك التسجيل أولا لمشاهدة الراوبط
منتدى الدراسات الإسلامية
السلام عليكم
مرحبا بك في منتدى الدراسات الإسلامية
يتعين عليك التسجيل أولا لمشاهدة الراوبط
منتدى الدراسات الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدراسات الإسلامية

منتدى جامعي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الترفاس رشيد

الترفاس رشيد


عدد المساهمات : 508
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : الريصاني

[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة   [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) I_icon_minitime6/1/2010, 07:48

«وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ : عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ» ..
ونلمح شخصية موسى - عليه السّلام - فريدا وحيدا مطاردا في الطرق الصحراوية في اتجاه مدين في جنوبي الشام وشمالي الحجاز. مسافات شاسعة ، وأبعاد مترامية ، لا زاد ولا استعداد ، فقد خرج من المدينة خائفا يترقب ، وخرج منزعجا بنذارة الرجل الناصح ، لم يتلبث ، ولم يتزود ولم يتخذ دليلا. ونلمح إلى جانب هذا نفسه متوجهة إلى ربه ، مستسلمة له ، متطلعة إلى هداه : «عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ» ..
ومرة أخرى نجد موسى - عليه السّلام - في قلب المخافة ، بعد فترة من الأمن. بل من الرفاهية والطراءة والنعمى. ونجده وحيدا مجردا من قوى الأرض الظاهرة جميعا ، يطارده فرعون وجنده ، ويبحثون عنه في كل مكان ، لينالوا منه اليوم ما لم ينالوه منه طفلا. ولكن اليد التي رعته وحمته هناك ترعاه وتحميه هنا ، ولا تسلمه لأعدائه أبدا. فها هو ذا يقطع الطريق الطويل ، ويصل إلى حيث لا تمتد إليه اليد الباطشة بالسوء :
«وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ ، وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ. قالَ : ما خَطْبُكُما؟ قالَتا : لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ ، وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ. فَسَقى لَهُما ، ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ، فَقالَ : رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» ..
لقد انتهى به السفر الشاق الطويل إلى ماء لمدين. وصل إليه وهو مجهود مكدود. وإذا هو يطلع على مشهد لا تستريح إليه النفس ذات المروءة ، السليمة الفطرة ، كنفس موسى - عليه السّلام - وجد الرعاة الرجال يوردون أنعامهم لتشرب من الماء ووجد هناك امرأتين تمنعان غنمهما عن ورود الماء. والأولى عند ذوي المروءة والفطرة السليمة ، أن تسقي المرأتان وتصدرا بأغنامهما أولا ، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما.
ولم يقعد موسى الهارب المطارد ، المسافر المكدود ، ليستريح ، وهو يشهد هذا المنظر المنكر المخالف للمعروف.
بل تقدم للمرأتين يسألهما عن أمرهما الغريب :
«قالَ : ما خَطْبُكُما؟».
«قالَتا : لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ» ..
فأطلعتاه على سبب انزوائهما وتأخرهما وذودهما لغنمهما عن الورود. إنه الضعف ، فهما امرأتان وهؤلاء الرعاة رجال. وأبوهما شيخ كبير لا يقدر على الرعي ومجالدة الرجال! وثارت نخوة موسى - عليه السّلام - وفطرته السليمة. فتقدم لإقرار الأمر في نصابه. تقدم ليسقي للمرأتين أولا ، كما ينبغي أن يفعل الرجال ذوو الشهامة. وهو غريب في أرض لا يعرفها ، ولا سند له فيها ولا ظهير. وهو مكدود قادم من سفر طويل بلا زاد ولا استعداد. وهو مطارد ، من خلفه اعداء لا يرحمون. ولكن هذا كله لا يقعد به عن تلبية دواعي المروءة والنجدة والمعروف ، وإقرار الحق الطبيعي الذي تعرفه النفوس :
«فَسَقى لَهُما» ..
مما يشهد بنبل هذه النفس التي صنعت على عين اللّه. كما يشي بقوته التي ترهب حتى وهو في إعياء السفر الطويل. ولعلها قوة نفسه التي أوقعت في قلوب الرعاة رهبته أكثر من قوة جسمه. فإنما يتأثر الناس أكثر بقوة الأرواح والقلوب.
«ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ» ..
مما يشير إلى أن الأوان كان أوان قيظ وحر ، وأن السفرة كانت في ذلك القيظ والحر.
«فَقالَ : رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» ..
إنه يأوي إلى الظل المادي البليل بجسمه ، ويأوى إلى الظل العريض الممدود. ظل اللّه الكريم المنان. بروحه وقلبه : «رب. إني لما أنزلت إلي من خير فقير». رب إني في الهاجرة. رب إني فقير. رب إني وحيد. رب إني ضعيف. رب إني إلى فضلك ومنك وكرمك فقير محووج.
ونسمع من خلال التعبير رفرفة هذا القلب والتجاءه إلى الحمى الآمن ، والركن الركين ، والظل الظليل.
نسمع المناجاة القريبة والهمس الموحي ، والانعطاف الرفيق ، والاتصال العميق : «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» ..
وما نكاد نستغرق مع موسى - عليه السّلام - في مشهد المناجاة حتى يعجل السياق بمشهد الفرج ، معقبا في التعبير بالفاء ، كأنما السماء تسارع فتستجيب للقلب الضارع الغريب.
يتبع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الترفاس رشيد

الترفاس رشيد


عدد المساهمات : 508
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : الريصاني

[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: رد: [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)   [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) I_icon_minitime6/1/2010, 07:49

«فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ. قالَتْ : إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا» ..
يا فرج اللّه : ويا لقربه ويا لنداه! إنها دعوة الشيخ الكبير استجابة من السماء لدعوة موسى الفقير. دعوة للإيواء والكرامة والجزاء على الإحسان. دعوة تحملها : «إِحْداهُما» وقد جاءته «تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ» مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال. «عَلَى اسْتِحْياءٍ». في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء. جاءته لتنهي إليه دعوة في أقصر لفظ وأخصره وأدله ، يحكيه القرآن بقوله : «إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا»
فمع الحياء الإبانة والدقة والوضوح لا التلجلج والتعثر والربكة. وذلك كذلك من إيحاء الفطرة النظيفة السليمة المستقيمة. فالفتاة القويمة تستحي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم ، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها لا تضطرب. الاضطراب الذي يطمع ويغري ويهيج إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب ، ولا تزيد.
وينهي السياق هذا المشهد فلا يزيد عليه ، ولا يفسح المجال لغير الدعوة من الفتاة ، والاستجابة من موسى.
ثم إذا مشهد اللقاء بينه وبين الشيخ الكبير. الذي لم ينص على اسمه. وقيل : إنه ابن أخي شعيب النبي المعروف.
وإن اسمه يثرون.
«فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ، قالَ : لا تَخَفْ. نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» ..
فقد كان موسى في حاجة إلى الأمن كما كان في حاجة إلى الطعام والشراب. ولكن حاجة نفسه إلى الأمن كانت أشد من حاجة جسمه إلى الزاد. ومن ثم أبرز السياق في مشهد اللقاء قول الشيخ الوقور : «لا تَخَفْ» فجعلها أول لفظ يعقب به على قصصه ليلقي في قلبه الطمأنينة ، ويشعره بالأمان. ثم بين وعلل : «نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» فلا سلطان لهم على مدين ، ولا يصلون لمن فيها بأذى ولا ضرار.
ثم نسمع في المشهد صوت الأنوثة المستقيمة السليمة :
«قالَتْ إِحْداهُما : يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ. إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ».
إنها وأختها تعانيان من رعي الغنم ، ومن مزاحمة الرجال على الماء ، ومن الاحتكاك الذي لا بد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال. وهي تتأذى وأختها من هذا كله وتريد أن تكون امرأة تأوي إلى بيت امرأة عفيفة مستورة لا تحتك بالرجال الغرباء في المرعى والمسقى. والمرأة العفيفة الروح ، النظيفة القلب ، السليمة الفطرة ، لا تستريح لمزاحمة الرجال ، ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة.
وها هو ذا شاب غريب طريد وهو في الوقت ذاته قوى أمين. رأت من قوته ما يهابه الرعاء فيفسحون له الطريق ويسقي لهما. وهو غريب. والغريب ضعيف مهما اشتد. ورأت من أمانته ما يجعله عف اللسان والنظر حين توجهت لدعوته. فهي تشير على أبيها باستئجاره ليكفيها وأختها مؤنة العمل والاحتكاك والتبذل. وهو قوي على العمل ، أمين على المال. فالأمين على العرض هكذا أمين على ما سواه. وهي لا تتلعثم في هذه الإشارة ولا تضطرب ، ولا تخشى سوء الظن والتهمة. فهي بريئة النفس ، نظيفة الحس ومن ثم لا تخشى شيئا ، ولا تتمم ولا تجمجم وهي تعرض اقتراحها على أبيها.
ولا حاجة لكل ما رواه المفسرون من دلائل قوة موسى. كرفع الحجر الذي يغطي البئر وكان لا يرفعه - فيما قالوا - إلا عشرون أو أربعون أو أكثر أو أقل. فالبئر لم يكن مغطى ، إنما كان الرعاء يسقون فنحاهم وسقى للمرأتين ، أو سقى لهما مع الرعاء.
ولا حاجة كذلك لما رووه عن دلائل أمانته من قوله للفتاة : امشي خلفي ودليني على الطريق خوف أن يراها.
أو أنه قال لها هذا بعد أن مشى خلفها فرفع الهواء ثوبها عن كعبها .. فهذا كله تكلف لا داعي له ، ودفع لريبة لا وجود لها. وموسى - عليه السّلام - عفيف النظر نظيف الحس ، وهي كذلك ، والعفة والأمانة لا تحتاجان لكل هذا التكلف عند لقاء رجل وامرأة. فالعفة تنضح في التصرف العادي البسيط بلا تكلف ولا اصطناع! واستجاب الشيخ لاقتراح ابنته. ولعله أحس من نفس الفتاة ونفس موسى ثقة متبادلة ، وميلا فطريا سليما ، صالحا لبناء أسرة. والقوة والأمانة حين تجتمعان في رجل لا شك تهفو إليه طبيعة الفتاة السليمة التي لم تفسد ولم تلوث ولم تنحرف عن فطرة اللّه. فجمع الرجل بين الغايتين وهو يعرض على موسى أن يزوجه إحدى ابنتيه في مقابل أن يخدمه ويرعى ماشيته ثماني سنين. فإن زادها إلى عشر فهو تفضل منه لا يلزم به.
يتبع ...


عدل سابقا من قبل الترفاس رشيد في 6/1/2010, 07:52 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الترفاس رشيد

الترفاس رشيد


عدد المساهمات : 508
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : الريصاني

[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: رد: [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)   [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) I_icon_minitime6/1/2010, 07:51

«قالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ ، عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ. فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ. وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ. سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ».
وهكذا في بساطة وصراحة عرض الرجل إحدى ابنتيه من غير تحديد - ولعله كان يشعر كما أسلفنا - أنها محددة ، وهي التي وقع التجاوب والثقة بين قلبها وقلب الفتى. عرضها في غير تحرج ولا التواء. فهو يعرض نكاحا لا يخجل منه. يعرض بناء أسرة وإقامة بيت وليس في هذا ما يخجل ، ولا ما يدعوا إلى التحرج والتردد والإيماء من بعيد ، والتصنع والتكلف مما يشاهد في البيئة التي تنحرف عن سواء الفطرة ، وتخضع لتقاليد مصطنعة باطلة سخيفة ، تمنع الوالد أو ولي الأمر من التقدم لمن يرتضي خلقه ودينه وكفايته لابنته أو أخته أو قريبته وتحتم أن يكون الزوج أو وليه أو وكيله هو الذي يتقدم ، أو لا يليق أن يجيء العرض من الجانب الذي فيه المرأة! ومن مفارقات مثل هذه البيئة المنحرفة أن الفتيان والفتيات يلتقون ويتحدثون ويختلطون ويتكشفون بعضهم لبعض في غير ما خطبة ولا نية نكاح. فأما حين تعرض الخطبة أو يذكر النكاح ، فيهبط الخجل المصطنع ، وتقوم الحوائل المتكلفة وتمتنع المصارحة والبساطة والإبانة! ولقد كان الآباء يعرضون بناتهم على الرجال على عهد رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بل كانت النساء تعرض نفسها على النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - أو من يرغب في تزويجهن منهم. كان يتم هذا في صراحة ونظافة وأدب جميل ، لا تخدش معه كرامة ولا حياء .. عرض عمر - رضي اللّه عنه - ابنته حفصة على أبي بكر فسكت وعلى عثمان فاعتذر ، فلما أخبر النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - بهذا طيب خاطره ، عسى أن يجعل اللّه لها نصيبا فيمن هو خير منهما. ثم تزوجها - صلّى اللّه عليه وسلّم - وعرضت امرأة نفسها على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فاعتذر لها. فألقت إليه ولاية أمرها يزوجها ممن يشاء. فزوجها رجلا لا يملك إلا سورتين من القرآن ، علمها إياهما فكان هذا صداقها.
وبمثل هذه البساطة والوضاءة سار المجتمع الإسلامي يبني بيوته ويقيم كيانه. في غير ما تلعثم ولا جمجمة ولا تصنع ولا التواء.
وهكذا صنع الشيخ الكبير - صاحب موسى - فعرض على موسى ذلك العرض واعدا إياه ألا يشق عليه ولا يتعبه في العمل راجيا بمشيئة اللّه أن يجده موسى من الصالحين في معاملته ووفائه. وهو أدب جميل في التحدث عن النفس وفي جانب اللّه. فهو لا يزكي نفسه ، ولا يجزم بأنه من الصالحين. ولكن يرجو أن يكون كذلك ، ويكل الأمر في هذا لمشيئة اللّه.
وقبل موسى العرض وأمضى العقد في وضوح كذلك ودقة ، وأشهد اللّه :
«قالَ : ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ. وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ».
إن مواضع العقد وشروط التعاقد لا مجال للغموض فيها ، ولا اللعثمة ، ولا الحياء. ومن ثم يقر موسى العرض ، ويبرم العقد ، على ما عرض الشيخ من الشروط. ثم يقرر هذا ويوضحه : «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ» .. سواء قضيت ثماني سنوات أو أتممت عشرا ، فلا عدوان في تكاليف العمل ، ولا عدوان في تحتيم العشر فالزيادة على الثمانية اختيار .. «وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ». فهو الشهيد الموكل بالعدل بين المتعاقدين.
وكفى باللّه وكيلا.
بين موسى - عليه السّلام - هذا البيان تمشيا مع استقامة فطرته ، ووضوح شخصيته ، وتوفية بواجب المتعاقدين في الدقة والوضوح والبيان. وهو ينوي أن يوفي بأفضل الأجلين كما فعل. فقد روي أن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أخبر أنه : «قضى أكثرهما وأطيبهما» «1».
وهكذا اطمأن بموسى - عليه السّلام - المقام في بيت حميه وقد أمن من فرعون وكيده. ولحكمة مقدرة في علم اللّه كان هذا الذي كان .. فلندع الآن هذه الحلقة تمضي في طريقها حتى تنقضي. فقد سكت السياق فيها عند هذا الحد وأسدل الستار ..

النهاية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
madrari




عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 11/01/2010

[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: رد: [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)   [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) I_icon_minitime13/1/2010, 21:39

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ع الناصرلقاح

ع الناصرلقاح


عدد المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 21/12/2009
العمر : 63
الموقع : http://nassjay.activebb.net/portal.htm

[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: رد: [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)   [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) I_icon_minitime13/1/2010, 21:50

موضوع شائق وشيق.
لقد أفدت الكثير مما قرأت هنا.
شكرا رشيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nassjay.activebb.net/portal.htm
amato llah

amato llah


المدينة : Erfoud
عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 24/12/2010
العمر : 33
الموقع : http:// mischilche.maktoobblog.com

[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: رد: [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)   [تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن) I_icon_minitime26/12/2010, 21:13

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:// mischilche.maktoobblog.com
 
[تم الحل]بشرى لجميع الطلبة ... هنا ما يتعلق بالبلاغة(في ظلال القرآن)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في ظلال آية
» نداء الى الطلبة
» إخبارلعموم الطلبة
» هل تحلم أن تملك موقعا على الأنترنيت ؟ هنا الحل !!Site Studio 6.0 Pro
» بشرى لطلبة المسارات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدراسات الإسلامية :: منتدى علوم البلاغة-
انتقل الى: