أوراس..أوراس...فريد الأنصاري وعبدالناصر لقاح
قصيدة مشتركة
فريد الانصاري و عبد الناصر لقاح
الإهداء
الي الأمتداد الأخضر
عبد اللـــه الأنصاري
و
لارا لقـــــــاح
يجيئون
في عتمات المساء الغريب..
خفافا
يجيئون...
أشباحهم كالسَّعالى...
على شَدَهٍ في رؤانا
وفي دمنا التائه
الشائه
المستحيل
يجيئون..
أرواحهم كالمنايا
تحاصر أغرودة الفجر
والشجر المتفرّد في خلوة البر
والنهر المتردد بين الصبا و الدبور
فيلقون أحرفهم
والقمامات
في مائه العدب...
فالبكور ....!ياويلهم
تدنس أنفاسه العطرات
بنفث المداخن
والموت..
تلقي إليه ثقافتها البائرة...
!فتعسا لها من مخنثة فاجرة
إنها
ترتدي لغة الحـــب و الجنس
حين يضج المساء المدجج
بالأمنيات
وبالأغنيات البليدة عن جرحنا
دمنا
وشجانا المصادر
والوردة المشتهاة
ودعوى الحقوق
و ذكرى الحماية
سحر الكناية
ؤهج السـراب
وخوف السعود البليدة
والشعر حين يغيب الشعور
وتهوي الجذور
وتطلع شيطانة الغرب
في أمل سادر
صارخ كالمآســي...
!لتبعث فينا فضيحتها الداعره
تراهن في دعوة حائره
!على عودة الوشم للذاكره
ويلهم
إنها ثورة دائره
تخرج المترفين
وتغرس أوراقها التكبرالآن
في جرحنا
الأخضر
المتعالي....
الجميل...
فلتكوني كما شئت
!كاهنة النار والانتحار
لنهرك حق التميز و الا ختلاف
له أن يكون لظى
يتدفق نارا على أرضنا
مائنا
و النهار...
ولتكوني ظلاما
!إذا شاء فَلْيجْرِ قاذورة آسنه
يصب علينا اللقى عفنا
تستقيء روائحه مدن العطر
والعهر
حين ترودها نزوة الانتشار
كما شئت كاهنة النار
والإنتحار
!كما شئت هذا آختيار
إنا نحبُّك (لوبّين) فاشهدْ
فإنك أنت الحقيقة لو يعلمون
وإنك أنت المسيح
!يبشِّر بالشمس تشرق من غَربها
أنا لا أحب فرنسا الظلامْ
لأني أحب (جميلة) رائعة كالرمال العصيّة
أو كالعراجين في عاليات النخيلْ
وأذكر فيها إباء الخيول
وزهو الطواويس ترفل في موتها الرائع
المستحيلْ
فيشتعل القلب مني مواجدَ أغسلها بالحنين
إلى وجهها
وهْجها
والرحيلْ
أراها حَصَانًا كدمعة أمّي
ترى شَجراتِ نجاحي
وبوحي العنيد
فتحمي بأحزانها الداعياتِ صباحي
و توقد كل الرُّقى...خشية العين
والحسدِ
ونفَّاثَةَ الرعبِ في العُقَد
توحشني بالقصيد الأصيل
عفافا
كطل يعانق صخر الجبال المرابط في جسدي
بلدي
للورود حياة اشتهاءٍ هجين
!وللصخر فينا كرى المجد في الأَبَدِ
الأوراسِها
شهوات على كبدي
يرتديها الصباح
ويزهرفيها الربيعْ
!وتحتجُّ فيها يدي والصقيعْ
وإني لأنسى...
ولكن هواك الذي كان سيدتي(...)
آهْ
وخطوك آهْ
و صوتك آهْ
ودعواك آهْ
وكبرك آهْ
وحسنك في ظهرك آه...
نداكِ الذي كان خفقا بهيا
يسح على سعفي...
ويقطر في الأرض سهوا
فيملأ أنفاس هذا الرحيل
برائحة الفجر
والطين
!والاختيارْ
نداك
!إذا ما خطا طيفه شاردا فوق عشب الطريق
يضجّ جنوبي الذي عشق الموت
!سنبلة تتفجر في مقلتيك
وتكبر في جسدي غيرتي
على سمرة الماء ذاك المساء
....
وكان الذي قد علمت
وكان الذي كان من قصتي الدّاميه
هذه أضلعي تنحني اليوم أغصانها
والثمار
..كلما هبت الريح مجذوبة
كلما أوجعتني الحروف بأشواقها الساريات
وأهدابها الغافيات
بسهو النهار
وأعشق فيك أسى عروة بن حزام
وأشجان خيمته الهاربه
إذا ضرب الليل في كبرياء القفار
وأعشق فيك
حياء الحقول وأرواحها الواجفهْ
فإنّي لشعر التخنت والانكسار
برفرة من جدائلك الوارفَهْ...
وأنّى لقبح الجمال
بنار البهاء على قمّةٍ
راعفه...
!أحبك ...لا
بل تطرفت في وهج حبّي
لأكره كاهنة النار
أكتب شعرا على جمرة الكشف
و الاحتجاج الجميل
على عهرها
سرها الغائب الحاضر اليوم فئ دنس
!القول و الذاكره
!سحرها المتوهج في نارها الكافره
!جميله
شائكة أنت كالشهد
كالورد
!كالأمنيات تتوقف إلى المستحيل
رائفة أنت كالنار تزحف فوق الهشيم الغريب
وتخصب أرض الجزائر منها فتشتاق للمطر
!الواعده
لك الآن أن تشهدي
من توهج وهران زهوالفوارس
والكبرياء الحميل
يطل على البحر من شرقه
فيصفعه باللهيب النبيل
جميلة سامقة أنت..
صرت تتيحين للرعب أن يتأمل
!سيدة السمرة الابده
فتركع باريس خاشعة
!تحت أمواجها الوافده
أو تراهن خاسرة
على الجنرالات يصطنعون المتاريس
من ورق
!للدخول إلى نارها الشاهدة
وتنشر أسلاك (باستيلها) في الصحارى
الحزينة تضرب أسواره ظلما
!تحاصر أقمارنا و النجوم
تصادر كل الشموس الجديدة في الشارع المبتلى..
!و الغيوم
!إذا أبرق الرعْدُ من تحتها
وترعى الجراثيم تجربة في مخابر أرض
!ستأكل خضرتها
!وجهها
!ماءها
وترسل نشراتها في الشروق ظلاما
يغرب أحلامنا
!والهموم
يؤرقني الليل آه
يؤرقني الليل شوقا إلى جبهة المستحيل
إذا كشفت عن بوارقها
!لتنقد اشجارهذا الوطَنْ
وعاصمة لم تزل في بطاح الردى العربي
!هي العاصمه
!فيا أيها الثقلاء
هاهي أحرفكم ذي تجيف بشارعنا
!فتنتن ارواحها في القمامات،والحامعاتْ
فدقوا الكنائس أجراسَها...
وصلّوا....
ربّما البعثات وأذيالها
!تستعتد البريق الذي كان و الأمنياتْ
ربما تستعيد العجائز
أحلامهنُّ
بَعدِّ الرفاق الذين
استظلّوا قليلا
بأغصان ذاك الربيع
الذي كان
ثم مضَوا مع أول عصف الخريفْ
ربما...
ربما يصدق الحلم المستكين
!إلى الشبق المستحيل
إذا ماتحسَّر هذا الفراش الذليلْ
ولا بس سمرته في المساءِ
!ليلثمها (صُعبة) من خيال لئيمْ
:وتحرم لكنته في الظلام إذا أعلنتها
(Je t'aime)
ويكره منها (أحبك)
إذ يعرب الحرف عن سمرة الطين
في شوقها...
...! يخونها يا ويحه
..!فتخونه يا ويحها
يخونان إذ يحلمان معا بالهوى
يتسكع في الأعين الزرق
!..أو يتأوَّهُ في حانة القِطط الجائعهْ
عاريا كابتذال القصيد الحداثيِّ
!أو كالتخنث في شكله العجمي
!عندما تتكسر أعطافه والحروفْ
!وتلهث في جوفه شهواتُ الحياري
:تقول له
إن ذاك الذي قد رأتْ،
فاشْتهَتْ
:يقول لها
إن تلك التي قد رأى ،
فاشتهى....
يقولان في عتبٍ خوف هذا النَّهارْ...
وينصهران معاً
!في احتضان الطيوف
تعيسين كالعهر حين
تفارقه نزوات الورودِ
وريح العهود
وماء السراب
!كاهنة النار
ها قد رأيتك في مهجتي
شررا مترعا بالمآسي
يوجهني نحو خير كرية الغبار
ويزرع
في سبلي
ألف موتٍ مخادِعْ
يحيرني فيك موتي...
يعلمني أن أصارع
وأذبح صورتك المبتلاة بكرهي النبيل
وحزني الجميل
أحرّق راياتك المومسات
وأقطع اوصالك النجسته
لأصنع منها
!كتاب الكراهة في حبي المستحيلْ
وألبسه سحر رمي النبيل...
أراجعه كل صبح خضور
يداعبني فيه قلبي
!المحاصر بالدم و الأدخنه
فأقرئهُ للطيور
وأطفال حارتنا..
!والصدى البكر والأزمنهْ
ستذبل أزهارك اليوم
!واحدة واحده
!وتزهر أعشابنا الواعده
تتصوَّحُ ذكراكِ
عاجزة كالسحاب العقيم
كغرقدْ...
سينحرها الدود ليلا
كما تنخر الريح جذع الصنوبر
في غابة
قد تبخر منها الضباب
وعسكر فيها السَّرابْ
فياأيها الوارثون هَلمّوا
فكاهنة الليل
فيكم ترتد أنفاسَها
والغروب يلملم أشلاءهَا
والعناكب تنسج أوهامها
ندمَا
يشتهي الموت بابة حلم جديد
ولكنه لا يموتْ..
: للشاعرين
: ديوان شعر مشترك سابق هو
جداول الروح