الترفاس رشيد
عدد المساهمات : 508 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : الريصاني
| موضوع: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 25/5/2011, 16:28 | |
| مقدمة عامة اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى اصطفاء الرسل والأنبياء على سائر البرية، كما اقتضت حكمته جل في علاه اختيار أتباعهم، فجعل لكل نبي أمة ووزراء وأصحابا، ولكل رسول أنصارا وأعوانا، رفع بهم المنازل وشرف بهم القبائل، فجعل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وفضل أصحابه على جميع اتباع المرسلين ورضي الله عن صحبه الطيبين الطاهرين الذين تخلقوا بأخلاقه وتربوا بآدابه وكانوا معه على كل أمر جامع، فلا أحد كان أطيب منه، ولا أحد جاء أخلص دينه لله ولرسوله مثلهم، فهاجروا وآووا ونصروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، فكان الله تعالى وليهم ورسوله قائدهم، فرضي الله عنهم وعمن سار على نهجهم إلى يوم الدين، قال الله جل ذكره: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، ذلك الفوز العظيم. وقال تبارك وتعالى: لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم. وقال عز من قائل: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون، والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في أنفسهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. فهذه الآيات الكريمات وغيرها اشتملت على أبلغ ثناء وأزكى تعظيم من العليم القدير، حيث أخبر تبارك وتعالى أنه قد تاب عليهم ورضي عنهم ورضوا عنه وأكرمهم بجنات النعيم، وذلك لسبقهم وفضلهم، ولقد نال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل والكرامة ما لم ينله أحد من العالمين، فهم الذين رأو النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وبرسالته وصدقوه وآزروه ونصروه، وهم الذين أحبهم النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وزكاهم وأوصى بهم ودعا لهم بالرحمة والمغفرة وبشرهم بالجنة، وهم الذين نزل القرآن العظيم بموافقتهم وهم الذين أجرى الحق تبارك وتعالى الحق على ألسنتهم وقلوبهم، والآيات في فضائل الصحب رضي الله عنهم وناقبهم كثيرة. وقد أخرج البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وفي رواية مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على مسلم: اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم، والمراد به أصحابه. وأخرج البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه. وروى ابن أبي شيبة عن عطاء بن أبي رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سب أصحابي فعليه لعنة الله. والمراد به الفضل والطول، ومراد النبي صلى الله عليه وسلم فيه تقرير أفضلية الصحابة رضي لله عنهم عمن بعدهم، فإن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل، وذلك لأثرهم في الدين وانتشار الإسلام على أيديهم. قال النووي في شرحه على مسلم: وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال، بخلاف غيرهم، ولأن إنفاقهم كان في نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته، وذلك معدوم بعده صلى الله عليه وسلم... وكذا جهادهم وسائر طاعتهم، وقد قال تعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة. هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في الله حق جهاده، وفضيلة الصحبة ولو للحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بقياس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، إن صاحبكم خليل الله. وأخرج البخاري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم، فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان. وأخرج مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حق عثمان: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة. وأخرج البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وأخرج أبو داود في السنة والترمذي في العلم عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ. أي بطريقتي الثابتة عني، والمراد بسنة الخلفاء الراشدين طريقتهم الموافقة لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه الفضائل الجمة والجليلة لم تكن لأحد غيرهم رضي الله عنهم ولن تكون لأحد من بعدهم. لذا فإن محبتهم واجبة وهي من علامة الإيمان، وهذا باب عظيم وواسع لا يتسع الوقت للتطواف فيه واقتطاف ثمره، وقد تزينت كتب السنة الصحيحة كما رأينا بفضائلهم ومناقبهم وثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وحبهم له وحبه لهم. ويعتبر عصر الخلافة الراشدة امتداد لعصر السيرة النبوية، حيث تؤثر القيم الإسلامية في الناس في نشاطهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وتنعكس على الحكم في علاقته بالأمة من ناحية وبالقوى الخارجية من ناحية أخرى. وتؤثر في اختيار الحاكم وقيم التعامل معه من حيث الطاعة المشروطة بإنفاذ أحكام الشريعة والحفاظ على وحدة الأمة والشورى والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاجتهاد الفردي والجماعي لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة فيما يتعلق بالوقائع الجديدة المتنوعة وخاصة بعد الانسياح في الهلال الخصيب وبلاد إيران ومصر، حيث التماس مع حضارات قديمة ونظم اجتماعية واقتصادية عريقة، فلولا الاجتهاد لما أمكن إنزال الأحكام الشرعية على الوقائع والنوازل القائمة، ولولا الانفتاح العقلي والروح الملهمة لما تمكن الفاتحون من التعامل مع المجتمعات الجديدة وإكسابها الطابع الإسلامي مع الاحتفاظ بتقدمها في المدينة والعمران، والمألوف في التاريخ هو ذوبان الأمم البدوية في الحضارات القوية حتى لو اتسعها البدو عسكريا، إذ سرعان ما تنحل عصبيتهم وتذوب روح المقاومة فيهم ويتطبعون بطابع الحياة الجديدة من حياة الدعة والترف، ولكن ما حدث في التقاء الفاتحين المسلمين مع الأمم الأخرى هو تلاقح وتبادل عميقان وكان للإسلام بقيمه الروحية والثقافية المنفتحة الأثر الكبير في إحداثهما، وقد مكنت العقيدة الإسلامية والقيم الثقافية المنبثقة عنها المسلمين من الحفاظ على شخصيتهم وقيمهم ولغتهم وأدبهم وطابع حياتهم وتحويل المجتمعات الجديدة التي حكموها وإكسابها الصبغة الإسلامية واللسان العربي الذي صار اللغة الأدبية العامة فضلا عن كونها لغة الدولة والسياسة والإدارة بحيث طغت بعد برهة وجيزة على اللغات المحلية ... ويبقى عصر الخلافة الراشدة في نظر المسلمين أميز العصور في تاريخهم بعد عصر النبوة حيث تولى الحكم كبار الصحابة المقربين من النبي صلى الله عليه وسلم ومن شهد لهم بالسابقة والفضل والبشارة بدخول الجنة، وهم الذين مثلوا النخبة في قيادة الفكر والسياسة والإدارة والاقتصاد والفتوح ... ولا شك أن أساليب الحكم والإدارة والتوجيه التي اتبعوها وضعت بشكل جلي جوانب النظام الإسلامي في شموليته وكلياته وصارت مثالا يحتذى ويتطلع له المؤمنون في كل الأجيال المتعاقبة. | |
|
khalid bouj
المدينة : rissani عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 47
| موضوع: رد: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 27/5/2011, 22:44 | |
| سلام الله اخي رشيد هل الاستاذ الدوبلالي يدرس السيرة النبوية ام الخلافة الراشدة | |
|
الترفاس رشيد
عدد المساهمات : 508 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : الريصاني
| موضوع: رد: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 28/5/2011, 01:18 | |
| شكرا على التنبيه لقد نقلته إلى منتداه الأصلي | |
|
ANAS
المدينة : KHNIFRA عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 28/05/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 29/5/2011, 15:01 | |
| السلام عليكم هل من حصة اخرى بعد 25ماي | |
|
الترفاس رشيد
عدد المساهمات : 508 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : الريصاني
| موضوع: رد: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 29/5/2011, 16:08 | |
| ليس بعد هذه الحصة إلا الامتحان يوم السبت 11 يونيو إن شاء الله | |
|
ANAS
المدينة : KHNIFRA عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 28/05/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 29/5/2011, 21:14 | |
| - الترفاس رشيد كتب:
- ليس بعد هذه الحصة إلا الامتحان يوم السبت 11 يونيو إن شاء الله
جزاك الله خيرا | |
|
saber6385
المدينة : meknes عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 22/05/2011 العمر : 27
| موضوع: رد: آآآآآآخر ما أملاه الأستاذ الدوبلاني يوم25 ماي2011 5/6/2011, 05:45 | |
| | |
|