مبحث: [التفكير]

بسم الله الرحمن الرحيم
الإشكالية: كيف تفكر؟ وفيم تفكر؟ وما هي العوائق التي تمنعك من التفكير؟
كيف تكسب تفكيرا مهما؟ وكيف تفكر تفكيرا موضوعيا؟
كيف تفكر في شيء ولا تستطيع التعبير عنه؟ وما هي الشواغل التي تمنعك من التفكير القوي؟
ما علاقة البعد الإقناعي بالإقناع العاطفي؟
ما أثر هذا التفكير على شخصيتك؟ كيف تنمي شخصيتك على المستوى الفكري؟
1- التفكير مطلب رئيس لدى الإنسان، ولذا يجب تنميته حتى يصير قويما. قال تعالى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. ويصير مستقيما. قال صلى الله عليه وسلم في جوابه للصحابي الجليل: قل آمنت بالله ثم استقم.
والاستقامة مطلوبة على مستوى التفكير والسلوك.
وحينما نفكر فإنه يجب أولا أن نعقل ذاتنا وأن نعقل أننا نعقل.
بعض التصرفات التي تصدر عنا عندما نقوم بتقويمها فإننا نجزم يقينا أنها صدرت عن غير وعي وعن غير تقويم.
ولذا يقال في أعمال العقلاء بأنها منزهة عن العبث.
2- تزويد العقل بطرق التفكير القويم.
3- تطوير المعاني والمضامين وأساليب النظر لتطوير كفاءته العقلية [والحكمة ضالة المؤمن] وتلكم هي المراتب الأساس لتطوير وتقويم أدائنا الفكري وتحسين سلوكنا مع الناس.
الأخطاء العقلية والفكرية
لماذا يخطئ الناس؟ وما هي أسباب الأخطاء العقلية؟ وما هي مظاهر ضعف التفكير لدينا؟
1- أسباب الأخطاء العقلية:
2- معظم الأفكار التي تصدر عنا غير قويمة وغير سليمة، وهذا يعني أن المبادرات التي تصدر عن الإنسان هي الأخرى غير سليمة وغير معقلنة. وبموجب هذا تكون أهم أسباب الأخطاء العقلية ما يلي:
- توجيه القدرات العقلية وجهة غير سليمة وغير صحيحة.
- هناك من يفكر وطاقته غير مستعدة لهذا الأمر.
- وجوب توفير مناخ لحرية التعبير والتفكير وهو من شروط المناظرة.
- تعطيل القدرات العقلية.
- وجوب عدم الخضوع للضغوطات الخارجية والداخلية بشكل أهم بما فيها الضغوطات النفسية من نزوات وشهوات.
- ومن بين أسباب الأخطاء الفكرية أيضا ما يرجع إلى العقل نفسه كالبنية الخرافية المستبطنة لدى كثير من العقلاء والتي تم تزويدهم بخرافة معقلنة.
مظاهر ضعف التفكير:
هي عديدة جدا.
لماذا تسيطر علينا الأفكار الخرافية؟
الجواب هو: الضعف على مستوى التثقيف والوقوع في حالات استثنائية شاذة كالحاجة والكرب.
ومن بين مظاهر ضعف التفكير ما يلي:
- العجز عن التفصيل: أود أن أشير ... إلى أن الإنسان حينما يكون ضعيفا يبرز ضعفه بالتحويم، وهذا الأمر يقتضي خلا علميا، وهذا العجز مرده إلى: العقل – الأشياء المكتسبة التي هيمنت على تربيتنا وثقافتنا.
آفات الإعراض عن التفاصيل:
هذا الإعراض يترك مجموعة من الآفات أهمها:
أننا لا نمتلك التصور الدقيق للأشياء.
تغييب التفصيل يقلص ويحجم مساحات الحوار والتواصل بين الناس(مثال ذلك: الجماعات التي تكفر بعضها بعضا).
إشاعة روح التحزب والشحناء والبغضاء.
يهمني أن أذكر .. أن عندنا منطق الحزب ومنطق الأمة. فالأول اختلافه مذموم وهدفه التشتت، والثاني يهدف إلى التآلف والتآخي والتعاون ... ولذلك فإن اعتماد التفصيل مطلب شرعي. مثاله في الشرع: اعتبار أهل الحديث التفصيل في دراسة الرجال أو ما يعرف بالجرح والتعديل.
وأخيرا: يظل السؤال يلح في فرض نفسه حالا ومآلا وهو: هل نستطيع أن نصبغ الأشياء الفكرية بمنهجية التفصيل؟ وما هي الطريقة الموصلة إلى ذلك؟