الحجامية
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 23/12/2009 العمر : 44
| موضوع: نشأة أصول الفقه 2/3/2010, 10:20 | |
| نشأة أصول الفقه ظن كثير من طلبة العلوم الشرعية أن علم أصول الفقه بد أ مع الإمام الشافعي وهو أول من تكلم فيه وهذا غير صحيح ، بل كانت قواعد أصول الفقه معروفة قبل الإمام الشافعي وموكولة لنباهة المجتهدين من سلف الأمة والصحابة والتابعين،وكانوا يعتمدون عليها في أقوالهم وفتاويهم وأحكامهم ،وقد اعتمدوا جميع الأدلة من قياس ومصلحة مرسلة وسد الذرائع ومفهوم المخالفة ومما يدل على هذا : عمل الصحابة بالقياس فقد أمر به عمر بن الخطاب أبا موسى الأشعري في خطابه المشهور في القضاء وفيه .... ثم الفهم الفهم فيما أدلي إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة ثم قايس الأمور عند ذلك ...وقد قاسوا رضي عنهم في كثير من الوقائع ومن ذلك توريث الجدة من جهة الأب بالقياس على الجدة من جهة الأم التي ورد توريثها بالسنة،والأمثلة كثيرة . ومن ذلك أيضا عملهم بالمصلحة المرسلة فقد أسقط عمر بن الخطاب رضي الله عنه سهم المؤلفة قلوبهم حين تبين له أن مناط حق هؤلاء في الزكاة لم يعد متحققا في عهده فالإسلام في منعة وعزة ،فلا يحتاج إلى ودهم بالمال . ومثال آخر على استدلالهم بفهوم المخالفة وهو قول عبادة بن الصامت رضي الله عنه لما قيل له إن أبا محمد الأنصاري يقول "إن الوتر واجب"فقال رضي الله عنه كذب أبو محمد( بمعنى أخطأ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "خمس صلوات افترضهن الله على العباد ...الحديث. ومن هذا المثال يتبين أن الصحابة كانوا يفرقون بين الواجب والمستحب ،هذا معنى ومعنى آخر أن الصحابي الجليل عبادة ابن الصامت استدل بمفهوم المخالفة في قوله صلى الله عليه وسلم" خمس صلوات افترضهن الله على الله على العباد " ففهم من الحديث أن الوتر ليس بواجب لأنه ليس داخلا في تلك الخمس وهذا هو مفهوم المخالفة بعينهإلا أن عملهم بهذه الأدلة كان عفويا ولم تكن هذه الادلة قد اتخذت مفهوما خاصا كما ما هي عليه عند الأصولين ،واستمر هذا المنهج في عصر التابعين وتابعي التابعين بغض النظر عن تفاوتهم في نطاق الإجتهاد، ثم تبلور علم الأصول في عهد أئمة المذاهب في القرن الثاني الهجري وبرزت تسميات المصادر كالقياس والإستحسان ونحوهما ،وظهرت خلال هذه المرحلة مدرستان :مدرسة أهل الحديث في الحجاز ومدرسة أهل الرأي في العراق ،مع اتفاقهما على العمل بكل من الحديث الصحيح والرأي السديد،إلا أنه كان يغلب على اجتهاد المدرسة الأولى الأخذ بالحديث الثابت، دون الرأي ،ويغلب على اجتهاد المدرسة الثانية العمل بالرأي عند عدم وجود النص .وظل الوضع هكذا إلى أن ظهر الإمام الشافعي "ت204" فبدأ تدوين علم أصول الفقه بنحو شامل فهو أول من كتب فيه كتابا خاصا به سماه الرسالة، - وإن كان الخلاف واقع بين الأحناف والشافعية في أول من ألف كتابا مستقلا في هذا الموضوع على الإطلاق.- ثم ألف بعده أبو بكر الشاشي القفال الشافعي "ت 336" وكتب فيه أبو الوليد الباجي "ت 414 كتابه الإشارة، ثم تتابع العلماء في التأليف بين الإسهاب والإيجاز يتبع | |
|